الثلاثاء، 19 مارس 2013

المضادات الحيوية في 'أزمة'

المريض... الضحية في نهاية المطاف

المضادات الحيوية قاصرة عن غزو قلعة 'الجراثيم العملاقة'، وصناع الادوية يقلصون ابحاثهم في القطاع الغير مربح.
 
ميدل ايست أونلاين
لندن - يواجه العالم أزمة مقاومة الامراض للمضادات الحيوية وأمام هذه الازمة فعلت صناعة الدواء العكس تماما. فقد قررت تقليص الابحاث في قطاع لا توجد فيه فرص كبيرة للربح.

ولقد أصبحت المضادات الحيوية ضحية للنجاحات التي حققتها. فنظرا لرخصها واستخدامها كعلاجات عادية بالغ الاطباء في وصفها لمرضاهم وزاد استخدامها بشكل عشوائي مما تسبب في ظهور "جراثيم عملاقة" لا يمكن للمضادات الحيوية ان تحاربها.

وهذه "الجراثيم العملاقة" آخذة في النمو لكنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع ولذلك فان الابحاث المكلفة الضرورية لمحاربتها لا تستحق كل هذا العناء.

ويقول خبراء الطب ان هذه المحنة قد تعيد صناعة الدواء الى ما قبل اكتشاف الكسندر فليمنج للبنسيلين عام 1928.

وقالت سالي ديفيز كبيرة مسؤولي الطب في انجلترا ان تزايد مقاومة الامراض للمضادات الحيوية "قنبلة موقوتة" تقف على قدم المساواة مع الخطر الذي يمثله الارهاب على الدولة.

ويرى قادة صناعة الدواء ومسؤولو الصحة الذين أطلقوا صيحة التحذير ان حل هذه المشكلة يتطلب موافقة سريعة على أدوية الملاذ الاخير وفي الوقت نفسه ضمان ان يعود ذلك بالفائدة على شركات الدواء.

والاثنين أعلنت استرازينيكا وهي تتخذ قرارات حاسمة بشأن استثماراتها انها ستضع أموالا أقل في تطوير أدوية لعلاج الامراض المعدية. وقال باسكال سوريوت المدير التنفيذي لاسترازينيكا لرويترز "علينا ان نحدد اختياراتنا وعلينا ان نركز استثماراتنا في المجالات التي نعتقد اننا سنحدث فيها فرقا ملموسا".

وترى الجمعية الاميركية للامراض المعدية ان هناك حاجة لتشريعات جديدة لافساح الطريق امام الموافقة على مضادات حيوية جديدة لعدد محدود من السكان بعد تجارب اكلينيكة محدودة وسريعة.

وتقول انه مثلما حدث في السنوات الاولى مع فيروس (اتش.اي.في) المسبب للايدز يجب على العالم ان يقبل بأدوية جديدة تنطوي على مخاطر أكثر للامراض التي لا علاج لها نظرا لعدم وجود بدائل بينما أرواح المرضى على المحك.

كما تعمل الوكالة الاوروبية للادوية على وضع احكام جديدة لتشجيع تطوير المضادات الحيوية في الوقت الذي أطلق فيه الاتحاد الاوروبي شراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص لتشجيع الحكومات والشركات على ان تتبادل المعلومات وان تتشارك في التمويل.

وقال اندرو ويتي المدير التنفيذي لجلاكسو سميثكلاين وهي من بين شركات كبرى محدودة تجري بهمة أبحاثا على المضادات الحيوية ان التوجهات الجديدة للسوق يمكن ان تشمل الاستغناء عن السعر على ان يدفع نظام الرعاية الصحية للمخترع أجرا سنويا مكافأة له على التوصل الى دواء.

وفي بعض السنوات قد ينتهي الامر بالمجتمع ان يدفع في هذه الاجور أكثر مما يدفع في فاتورة الدواء وفي سنوات أخرى أقل لكن على الاقل ستضمن شركات صناعة الدواء عائدا مضمونا.

ويبدي مسؤولو الرعاية الصحية سواء في الولايات المتحدة او أوروبا استعدادهم لان يعالجوا المشكلة بطريقة مختلفة بعد ان لفتوا الانتباه الى أزمة المضادات الحيوية.

الجمعة، 15 مارس 2013

الجراثيم العملاقة... كابوس يومي يطارد أطباء العالم

الوباء يبدأ من هنا...
مسؤولة صحية في بريطانيا تنتقد عجز العالم عن تطوير أدوية جديدة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
ميدل ايست أونلاين
لندن - قالت كبيرة المسؤولين الصحيين في بريطانيا الاثنين ان مقاومة المضادات الحيوية تشكل تهديدا مفجعا للطب وقد تعني وفاة مرضى يجرون عمليات جراحية بسيطة نتيجة اصابتهم بعدوى لا يمكن علاجها.

وقالت سالي ديفيز كبيرة المسؤولين الطبيين في انجلترا ان هناك حاجة للقيام بعمل عالمي لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية وتطوير ادوية جديدة لمعالجة الامراض الناشئة المتحورة.

ولم يتم تطوير سوى عدد قليل لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة من المضادات الحيوية الجديدة وعرضها في السوق خلال العقود القليلة الماضية وانه سباق مع الزمن للعثور على المزيد في الوقت الذي تتطور فيه العدوى البكتيرية بشكل متزايد الى "جراثيم عملاقة" مقاومة للادوية الحالية.

وقالت ديفيز للصحفيين مع نشرها تقريرا بشأن الامراض المعدية ان "مقاومة الميكروبات للادوية يشكل تهديدا مفجعا. اذا لم نتحرك الان فان اي شخص منا قد يدخل المستشفى خلال 20 عاما لاجراء جراحة بسيطة ويتوفى بسبب عدوى عادية لا يمكن علاجها الا بالمضادات الحيوية.

"والعمليات الروتينية مثل تغيير مفصل الفخذ او نقل عضو قد تكون مميتة بسبب خطر العدوى".
ودعت ديفيز الحكومات والمنظمات في شتى انحاء العالم بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومجموعة الثماني الى اخذ هذا التهديد على محمل الجد والعمل على تشجيع مزيد من الاختراعات والاستثمارات في تطوير المضادات الحيوية.