محيط ـ إيمان الخشاب
فإذا استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم ومن ثم لا تغضب عليهم ، فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، سامح كل الذين أخطأوا في حقك وكل الذين ظلموك،انشعل في دعاء صادق لله سبحانه وتعالى بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم وستكون انت الفائز بالثواب العظيم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ) أخرجه مسلم.
وكظم الغيظ من صفات المؤمنين التي أمتدحهم بها كما قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} و قال تعالى : { وإذا ما غضبوا هم يغفرون} ، وما أكثر النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التى ترشدنا لضرورة كظم غيظنا وعدم الغضب ، وفى السطور التالية نوضح الجزء العظيم لمن كظم غيظه :
د . سالم عبد الجليل |
*عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، وفى حديث آخر: (من كظم غيظا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة) ،و جاء في الحديث الآخر عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله) .
اذن فالحديث عن كظم الغيظ وذكر النصوص الواردة فيه يطول كثيراً لكني أحببت أن أذكر بعض النصوص الواردة في ذلك لأجل أن نتدبرها ونتأملها و نعمل بها ونعلم ان فضل كظم الغيظ كبير جدا عند الله لو يعلم المؤمنين فما بالنا بثوابه ونحن نلتزم به فى شهر الصبر على الطاعات والشهوات من منا لا يغضب كلنا لاشك فى مثل هذه الايام التى نعيشها والاحوال تضايق من حولنا وكثرة الحروب والنزاعات والفقر يعتصر ملايين من المسلمين ولكن هذا هو الاختبار الذى يقع فيه المؤمن الحق.
ومن القصص الطريفة في باب كظم الغيظ ما رواه البيهقي في شعب الإيمان قال: جعلت جارية لعلي بن الحسين تسكب عليه الماء فتهيأ للصلاة فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه فرفع علي بن الحسين رأسه إليها فقالت الجارية : إن الله عز وجل يقول: والكاظمين الغيظ} فقال لها : قد كظمت غيظي ، قالت : {والعافين عن الناس} فقال لها : قد عفا الله عنك قالت : {والله يحب المحسنين} قال اذهبي فأنت حرة.. سبحانه الله انظروا مدى الايمان وفهم اوامر المولى جل وعلا ،هي وإن كانت لا تصح الرواية إلا أنها من طرائف الباب، اللهم اجعلنا من الكاظمين لغيظنا وبارك لنا فى شهرنا الكريم.
الشيخ فرحات المنجي |
1-من أسيء إليه فليكظم ، وهذه درجة المقصرين من أمثالنا من المسلمين أن يكظم غيظه، ولا يتشفى لنفسه في المجالس ، ولا يتعرض للأعراض .
2-فإن زاد وأحسن (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ) فيذهب إلى من أساء إليه ويقول له : عفى الله عنك .
3-فإن زاد وأحسن ، (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) يذهب بهدية مثلا أو يقوم بزيارة إلى من أساء إليه ويصافحه ويقبله .
ونقول للمسلمين فى بداية شهرنا الكريم اعاده الله علينا جميعاً بالخير الجم اكظموا غيظكم واربطو جاشكم مهما كان الموقف الذى وضعت فيه اذكر الله واستغفره فى سرك وتذكر انك صائم وسترى ان قلبك هدأ وسكت غضبك ، الاستغفار وذكر الله هو وسيلتك للفوز بالأجر العظيم وتقبل الله منا ومنكم صالح اعمالكم .
ويقول الدكتور مبروك عطية أستاذ ورئيس قسم اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر: هنياً لكل مسلم يمتلك هذه الصفة وهى كظم الغيظ والتسامح والذى يجد لذتها وأثرها في تهذيب نفسه ، لأنه قادر على مخالفة أهواء النفس الأمّارة بالسوء ، وكلما كان العفو وكظم الغيظ مع القدرة على العقوبة كان ذلك بالمرء أجمل ، وقد حبب الله سبحانه وتعالى هذه الصفات إلى عباده ، حيث قال عز من قائل : ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحبّ المحسنين )، وقال رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم : ( مازاد الله عبداً بعفو إلا عزاً) ، وعنه صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا من في الآرض يرحمكم من في السماء)، وفي الأثر المرفوع أنه : ( ينادي المنادي في بعض مواقف القيامة ، ليقم من له عند الله ما يحمد له ، فلا يقوم إلا من عفا)فإن العفو والصفح الجميل يا أحباب رسول الله من شيم النفوس الكبار وطباع المعادن النفيسة، وأي عفو أعظم من عفو الله تعالى : "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "، وأي عفو من مخلوق أعظم من عفو أنبياء الله ورسله : " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم " ، ورسولنا الكريم : " ما تظنون أني فاعل بكم قالوا : أخ كريم وابن أخ كريم ، قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء " .. سبحانه الله لقد بدأ رمضان شهر المغفرة والتسامح لماذا نعيش أيامه ونحن نحمل ضغينة لهذا ولهذا لا شىء يستحق لا شىء يساوى ان نكون اشداء على انفسنا ، استغلوا الفرصة واقتيسوا نفحات الخير وازيلوا مافي النفس من الغيظ والظلم الذي لحق بنا ، أسال الله ان يغفر لنا زلاتنا وان يصفي نياتنا وان يبعدنا عن الغضب وان يتجاوز عن كل من أخطأ في حقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق