الجمعة، 29 أبريل 2011

مقاومة الأدوية: إذا تقاعسنا اليوم، لن نجد العلاج غداً



مضادات الميكروبات هي أدوية لعلاج العداوى التي تسببها الكائنات المجهرية، بما في ذلك البكتريا والفطريات والطفيليات والفيروسات. ويمثل اكتشاف مضاد الميكروبات أحد أهم الإنجازات الصحية في تاريخ البشرية –حيث مكّن من تخفيف المعاناة الناجمة عن الأمراض وإنقاذ مليارات الأرواح على مدى السنوات السبعين الماضية. وتشمل مضادات الميكروبات المضادات الحيوية، والعلاجات الكيميائية، ومضادات الفطريات، ومضادات الطفيليات، ومضادات الفيروسات.
إن معظمنا ينعم اليوم بحياة أطول وأوفر صحة، لأسباب عديدة منها توفّر أدوية قوية وفعّالة –تُعرف بمضادات الميكروبات- لعلاج الأمراض المعدية. وكان الناس حتى اكتشاف مضادات الميكروبات وتوافرها في أربعينات القرن الماضي يتعرضون للموت جراء الأمراض المعدية بدون داع. أما اليوم فلا يمكن لأحد منا أن يتخيل العيش في عالم يخلو من تلك المضادات.
نحن الآن على وشك فقدان تلك الترسانة الدوائية الثمينة. فقد تسبب استعمال مضادات الميكروبات وسوء استعمالها في الطب البشري وتربية الحيوانات على مدى السنوات السبعين الماضية في زيادة عدد وأنواع الكائنات المجهرية المقاومة لها، مما أدى إلى وقوع المزيد من الوفيات والمعاناة والعجز وإلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
وإذا لم تتخذ أية إجراءات من أجل التصدي لهذه الظاهرة، فمن المحتمل أن تنحو كثير من تلك الأمراض نحو اتجاهات يتعذر التحكم فيها، كما يمكنها إزاحة مسار التقدم المحرز نحو بلوغ المرامي الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة التي حُدِد عام 2015 كموعد لتحقيقها. وعلاوة على ذلك، فإن نمو حركة التجارة والسفر على الصعيد العالمي يمكّن الكائنات المجهرية المقاومة من الانتشار في جميع أرجاء العالم في غضون ساعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق