الأربعاء، 8 يونيو 2011

بكتيريا "إي كولاي".. هل سر من أسرار الحرب البيولوجية ؟




مـحـيـط ـ مــروة رزق

لا تزال الأبحاث جارية على قدم وساق لكشف لغز بكتيريا "اي كولاي" التي أصابت آلاف الأشخاص من دون أن يعرف مصدرها وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد سجلت إصابات بهذه البكتيريا التي تسبب نزيفاً في الجهاز الهضمي وفي الحالات الأكثر خطورة فشلاً كليوياً، في 12 بلداً.

إلا أن سبب تفشي البكتيريا التي تصيب خصوصاً النساء غير معروف. وقد وصل عدد الوفيات في أوروبا إلى 22 بينهم 21 في ألمانيا، وإصابة حوالي 2300 بالمرض. وسرعان ما قيل أن الخضار وراء تفشي "اي كولاي" لكن لا شيء مؤكداً حتى الآن.

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدى بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، في حديث خاص لـ"محيط"، أن بكتيريا "إي كولاي" تنتشر بكثرة في القناة الهضمية للإنسان والحيوانات ذات الدم الحار. ولهذه البكتيريا أنماط عديدة أغلبها غير ضار إلا أن بعضها يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرة تنتقل عبر الغذاء، ويعد نمط "اي كولاي أو157 اتش7" الأكثر تأثيراً على الصحة.
وتنتقل هذه البكتيريا إلى البشر من خلال تناول الأطعمة الملوثة، مثل منتجات اللحوم النيئة أو التي لا يتم طهيها جيداً وكذلك الألبان.
ويمكن لبكتيريا "اي كولاي" أن تنمو في درجة حرارة تتراوح بين 17 و50 درجة مئوية وبالتالي يمكن القضاء عليها عبر الطهي إلى مستوى 70 درجة حرارة أو أكثر للقضاء عليها.
وللوقاية من العدوى بهذه البكتيريا يستوجب اتخاذ عدة إجراءات لمقاومتها في مختلف مراحل السلسلة الغذائية بدءاً من مرحلة الزراعة إلى التصنيع ثم إعداد الطعام إلى جانب توخي قواعد النظافة والسلامة أثناء عملية ذبح الأبقار والإبل وتثقيف العاملين في سلخ الجلود ومصنعي منتجات اللحوم بطرق التعامل النظيف مع الأطعمة.
وللحد من مخاطر هذه البكتيريا على صحة الإنسان يجب إتباع قواعد نظافة الغذاء التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة فضلاً عن إتباع قواعد سلامة الغٌذاء وفق معايير منظمة الصحة العالمية للتوقي من العدوى المسئولة عن الكثير من الأمراض المنقولة بالطعام.
وتتراوح مدة حضانة هذه البكتيريا بين 3 إلى 4 أيام وعادةً ما يشفي المريض في حوالي عشرة أيام، إلا أنه هناك نسبة قليلة من المرضى ولاسيما الأطفال الصغار والكبار في السن وقد تؤدي العدوى إلى مرض مهدد للحياة مثل الفشل الكلوي الحاد والأنيميا ونقص الصفيحات الدموية وقد تسبب في مضاعفات عصبية، مثل الجلطة والغيبوبة.
ماهى بكتيريا "إي كولاي"
هى بكتيريا عصوية الشكل لاترى بالعين المجردة مثل كافة أنواع البكتيريا، يبلغ طولها 2 ميكرون, وقطرها 0.5 ميكرون ، ويبلغ حجمها 7 ميكرون مكعب, الميكرون جزء من مليون جزء من المتر، وتعيش بصورة طبيعية فى أمعاء الجهاز الهضمي للإنسان والثدييات، وتستوطن الأمعاء فى الأيام الأولى للحياة من أيدى المحيطين بالوليد.
وقد اكتشفت هذه البكتيريا بواسطة طبيب الأطفال الألماني إشريك تيودور سنة 1885، وسميت "إشريشيا كولاى" نسبة لإسم المكتشف ولوجودها فى القولون (الأمعاء الغليظة)، حيث تلتصق بالأمعاء, وتؤثر على الدم، والكليتين، وأحياناً حتى الجهاز العصبي المركزي.
طرق العدوى 

أوضح بدران أن العدوى تحدث عن طريق الفم بواسطة تلوث خضراوات، وقد حدث الشك المبدئي في ألمانيا في الخيار والطماطم والخس ولكن لا دليل. ح
يث كانت العدوى في الماضي تقتصر على اللحم الغير مطبوخ جيداً, والبيض إلا أن الخضروات خاصةً الخيار دخلت السباق، تسمم غذائي بدأ في بعض المطاعم، رى الخضروات بمياه ملوثة، الماء الملوث.
وتكثر الإصابة فى النساء بصورة غريبة فوق العشرين عاماً، حيث إن 60% من حالات الإسهال الدموي و71 % من حالات متلازمة الفشل الكلوى والأنيميا، والسبب غير معروف ولكن ربما بسبب أن النساء أكثر إحتكاكاً بالأغذية المحتمل تلوثها.
الأعراض
- ارتفاع درجة حرارة؟
- اسهال دموي.
- آلام في البطن.
- قئ.

أعراض الإصابة بمتلازمة متلازمة انحلال الدم والفشل الكلوي
يتخثر الدم داخل الشعيرات الدموية وعندما تمر كريات الدم الحمراء خلال الشعيرات المتجلطة فأنها تتحلل، ويدخل سم هذه البكتيريا الدم من الأمعاء ويدمر البطانة الطلائية للأوعية الدموية فتترسب عليها الصفائح الدموية ويفضل التجمع في خلايا الكلى ويدفعها للإنتحار المبرمج مع تحفيز تخثر أوعيتها الدموية واستهلاك الصفائح الدموية، مما يصيب المريض بـ"أنيميا تحللية نتيجة تكسير كريات الدم الحمراء"، فشل كلوي، نقص الصفائح الدموية.
وأغلب الحالات تشفى في غضون عشرة أيام، أما 10% من الحالات يحدث لهم مضاعفات مثل، التهاب القولون النزفي، الفشل الكلوي، نقص الصفائح الدموية الناتج من تجلطه، نوبات صرع، وقد تحدث الوفاة خاصةً عند ضعف المناعة.
الوقاية

- رى الخضر والفاكهة بمياه غير ملوثة.
- غسل الأيدي جيداً.
- طهي الطعام خاصة اللحوم جيداً مع التقليب المستمر حتى يصل مركز الطعام إلى 70 درجة مئوية.
- شرب الألبان المغلية جيداً أو المبسترة.
- حفظ الأطعمة في الثلاجة وإبعاد الأطعمة المطبوخة عن النيئة.

- للمصريين المقيمين في أوربا
- تجنب عدم تناول السلاطة والخضراوات الغير مطبوخة.
- الحذر من المسافرين من مناطق موبوءة خاصةً الذين لديهم أعراض متشابهه خاصةً الإسهال الدموي.
- غسل الفواكه والخضروات جيداً.
- غسل اليد جيداً خاصةً بعد استعمال الحمام، وقبل إعداد الطعام أو تناوله.
- تقليم الأظافر وعدم إطالتها.
-  تقشير الخضروات والفواكه وطبخها يقلل إلى حد ما من نشر العدوى.

هل المضاد الحيوي.. علاج ؟
أكد بدران أنه لا يوجد دور للمضادات الحيوية ولا لأدوية الإسهال ولا للأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء. فامضاد الحيوي لم يثبت له أى فائدة في العلاج بل على العكس فهذه البكتيريا تحمل جينات تجعلها تقاوم العديد من المضادات الحيوية التي ربما تزيد من المضاعفات الكلوية وتحلل الدم سبعة عشر ضعفاً, وتفسير ذلك أن المضادات الحيوية تدمر هذه البكتيريا فتنطلق منها كميات كبيرة من السموم. 
أما الأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء والأدوية القابضة التي تكسب الإمساك فهى الأخرى تجعل الميكروبات تستوطن بصورة أفضل بدلاً من التخلص منها, وتسمح بالسموم بالتراكم داخل الأمعاء.  
وتستخدم المضادات الحيوية فقط في حالة التأكد من وجود إلتهابات في أنسجة أخرى غير الأمعاء
الخيار الأسباني

وأوضح بدران أن الخيار الأسباني برئ تماماً, بعد أن تم إتهامه وأثبتت الأبحاث إحتوائه على نوع أخر ليس ضاراً، مثل النوع المتسبب في الوباء الحالي.
وقد تم إجراء تجارب عديدة سراً على إمكانية إستخدام "الإى كولاى" كسلاح بيولوجي منذ سنة 1965! وتم الإفراج عن الوثيقة البريطانية التي تثبت ذلك في سنة 2006. حيث تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية "الإى كولاى" من أسلحة الإرهاب البيولوجية.
ويطرح بدران خمسة أسئلة لايمكن تجاهلها، هل هناك عمل إجرامي ؟ أو هى سلاح جديد للحرب البيولوجية ؟ أو تجربة لعالم مجنون؟ أو بحث لشركة أدوية عن المال توطئة للإعلان عن دواء جديد؟ أو تطعيم فريد بعد نشر الهلع في العالم؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق